فصل: تفسير الآية رقم (19):

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: تفسير ابن عبد السلام (نسخة منقحة)



.تفسير الآية رقم (13):

{يَدْعُو لَمَنْ ضَرُّهُ أَقْرَبُ مِنْ نَفْعِهِ لَبِئْسَ الْمَوْلَى وَلَبِئْسَ الْعَشِيرُ (13)}
{لَبِئْسَ الْمَوْلَى} الناصر والعشير المخالط، أو المولى: المعبود والعشير: الخليط والزوج لمخالطته من المعاشرة.

.تفسير الآية رقم (15):

{مَنْ كَانَ يَظُنُّ أَنْ لَنْ يَنْصُرَهُ اللَّهُ فِي الدُّنْيَا وَالْآَخِرَةِ فَلْيَمْدُدْ بِسَبَبٍ إِلَى السَّمَاءِ ثُمَّ لِيَقْطَعْ فَلْيَنْظُرْ هَلْ يُذْهِبَنَّ كَيْدُهُ مَا يَغِيظُ (15)}
{يَنصُرَهُ} من ظن أن الله تعالى لا ينصر محمداً صلى الله عليه وسلم على أعدائه في الدنيا بالغلبة وفي الآخرة بظهور الحجة {فَلْيَمْدُدْ} بحبل إلى سماء الدنيا {لْيَقْطَعْ} عنه الوحي ثم لينظر هل يُذهب هذا الكيد منه ما يعطيه من نزول الوحي، أو ينصره الله تعالى يرزقه والنصر: الرزق، أو أن لن يمطر الله تعالى أرضه، يقال للأرض الممطورة منصورة {فَلْيَمْدُدْ} بحبل إلى سقف بيته، ثم ليختنق به فلينظر هل يذهب ما يغطيه من أن الله تعالى لا يرزقه.

.تفسير الآية رقم (18):

{أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يَسْجُدُ لَهُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ وَالشَّمْسُ وَالْقَمَرُ وَالنُّجُومُ وَالْجِبَالُ وَالشَّجَرُ وَالدَّوَابُّ وَكَثِيرٌ مِنَ النَّاسِ وَكَثِيرٌ حَقَّ عَلَيْهِ الْعَذَابُ وَمَنْ يُهِنِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ مُكْرِمٍ إِنَّ اللَّهَ يَفْعَلُ مَا يَشَاءُ (18)}
{وَمَن يُهِنِ اللَّهُ} بإدخال النار {فَمَا لَهُ مِن مُّكْرِمٍ} يدخله الجنة {إِنَّ اللَّهَ يَفْعَلُ مَا يَشَآءُ} من ثواب وعقاب، أو من يهنه بالشقاء فلا مُكرم له بالسعادة {إِنَّ اللَّهَ يَفْعَلُ مَا يَشَآءُ} من شقاوة وسعادة.

.تفسير الآية رقم (19):

{هَذَانِ خَصْمَانِ اخْتَصَمُوا فِي رَبِّهِمْ فَالَّذِينَ كَفَرُوا قُطِّعَتْ لَهُمْ ثِيَابٌ مِنْ نَارٍ يُصَبُّ مِنْ فَوْقِ رُءُوسِهِمُ الْحَمِيمُ (19)}
{خَصْمَانِ} المسلمون المشركون لما اقتتلوا ببدر، أو نزلت في ثلاثة مسلمين بارزوا ثلاثة من المشركين فقتلوهم، أو أهل الكتاب قالوا: نبينا وكتابنا قد تقدما نبيكم وكتابكم ونحن خير منكم وقال المسلمون: نبينا خاتم الأنبياء ونحن أولى بالله منكم، أو المؤمنون والمشركون اختلفوا في البعث والجزاء، أو الجنة والنار اختصمتا فقالت النار خلقني الله تعالى لنقمته وقالت الجنة: خلقني الله تعالى لرحمته قاله عكرمة {قُطِّعَتْ} عبّر بتقطيع الثياب عن إحاطة النار بهم إحاطة الثوب بلابسه {الْحَمِيمُ} الماء الحار لأنه ينضج لحومهم والنار تحرقها، قيل نزلت في مبارزي بدر فقتل حمزة عتبة بن ربيعة، وقتل علي الوليد بن عتبة بن ربيعة، وقتل عبيدة بن الحارث شيبة بن ربيعة.

.تفسير الآية رقم (20):

{يُصْهَرُ بِهِ مَا فِي بُطُونِهِمْ وَالْجُلُودُ (20)}
{يُصْهَرُ} يذاب صهرت الألية أذبتها، أو يحرق، أو يقطع به، أو ينضج.

.تفسير الآية رقم (21):

{وَلَهُمْ مَقَامِعُ مِنْ حَدِيدٍ (21)}
{مَّقَامِعُ} جمع مقمعة، والقمع: ضرب الرأس حتى يقعي فينكب، أو ينحط.

.تفسير الآية رقم (24):

{وَهُدُوا إِلَى الطَّيِّبِ مِنَ الْقَوْلِ وَهُدُوا إِلَى صِرَاطِ الْحَمِيدِ (24)}
{الطَّيِّبِ مِنَ الْقَوْلِ} لا إله إلا الله، أو الإيمان، أو القرآن، أو الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر. {صِرَاطِ الْحَمِيدِ} الإسلام، أو الجنة.

.تفسير الآية رقم (25):

{إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَيَصُدُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ وَالْمَسْجِدِ الْحَرَامِ الَّذِي جَعَلْنَاهُ لِلنَّاسِ سَوَاءً الْعَاكِفُ فِيهِ وَالْبَادِ وَمَنْ يُرِدْ فِيهِ بِإِلْحَادٍ بِظُلْمٍ نُذِقْهُ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ (25)}
{وَالْمَسْجِدِ الْحَرَامِ} المسجد نفسه {جَعَلْنَاهُ لِلنَّاسِ} قبلة ومنسكاً للحج فحاضره والبادي سواء في حكم المسجد، أو في حكم النسك، أو أراد جميع الحرم فالحاضر والبادي سواء في الأمن فيه وأن لا يقتلا به صيداً ولا يعضدا شجراً، أو سواء في دروه ومنازله فليس العاكف أولى بها من البادي {بِإِلْحَادٍ} الإلحاد: الميل عن الحق، الباء زائدة. قال الشاعر:
نحن بنو جعدة أصحاب الفلج ** نضرب بالسيف ونرجو بالفرج

{بِظُلْمٍ} بشرك، أو باستحلال الحرام، أو باستحلال الحرم تعمداً (ع) أو احتكار الطعام بمكة، أو نزلت في أبي سفيان وأصحابه لما صدوا الرسول صلى الله عليه وسلم عام الحديبية (ع).

.تفسير الآية رقم (26):

{وَإِذْ بَوَّأْنَا لِإِبْرَاهِيمَ مَكَانَ الْبَيْتِ أَنْ لَا تُشْرِكْ بِي شَيْئًا وَطَهِّرْ بَيْتِيَ لِلطَّائِفِينَ وَالْقَائِمِينَ وَالرُّكَّعِ السُّجُودِ (26)}
{بَوَّأْنَا} وطأنا، أو عرفناه بعلامة سحابة تطوقت حيال الكعبة فبنى على ظلها، أو ريح هبت فكنست حول البيت يقال لها: الخجوج {وَطَهِّرْ بَيْتِىَ} من الشرك وعبادة الأوثان. أو من الأنجاس كالفرث والدم الذي كان يطرح حول البيت، أو قول الزور {لِلطَّآئِفِينَ} بالبيت {وَالْقَآئِمِينَ} في الصلاة، أو المقيمين بمكة {وَالْرُّكَّعِ السُّجُودِ} في الصلاة.

.تفسير الآية رقم (27):

{وَأَذِّنْ فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ يَأْتُوكَ رِجَالًا وَعَلَى كُلِّ ضَامِرٍ يَأْتِينَ مِنْ كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٍ (27)}
{وَأَذِّن فِى النَّاسِ} أعلمهم ونادِ فيهم، خوطب به محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم، أو إبراهيم عليه الصلاة والسلام فقام إبراهيم على أبي قُبَيْس فقال: عباد الله إن الله تعالى قد بنى بيتاً، وأمركم بحجة فحجوا فأجابوه من أصلاب الرجال وأرحام النساء. لبيك داعي ربنا فلا يحجه إلى يوم القيامة إلا من أجاب إبراهيم، قيل أول من أجابه به أهل اليمن فهم أكثر الناس حَجاً {رِجَالاً} جمع راجل {ضَامِرٍ} جمع مهزول {عَمِيقٍ} بعيد.

.تفسير الآية رقم (28):

{لِيَشْهَدُوا مَنَافِعَ لَهُمْ وَيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ فِي أَيَّامٍ مَعْلُومَاتٍ عَلَى مَا رَزَقَهُمْ مِنْ بَهِيمَةِ الْأَنْعَامِ فَكُلُوا مِنْهَا وَأَطْعِمُوا الْبَائِسَ الْفَقِيرَ (28)}
{لِّيَشْهَدُواْ مَنَافِعَ} شهود المواقف وقضاء المناسك، أو المغفرة، أو التجارة في الدنيا والأجر في الآخرة، {مَّعْلُومَاتٍ} عشر ذي الحجة أخرها يوم النحر (ع)، أو أيام التشريق، أو يوم التروية ويوم عرفة ويوم النحر {عَلَى مَا رَزَقَهُم} على نحر ما رزقهم من الأزواج الثمانية من الضحايا والهدايا {فَكُلُواْ} الأكل والإطعام واجبان، أو مستحبان، أو يجب الإطعام دون الأكل، {الْبَآئِسَ الْفَقِيرَ} الذي جمع الفقر والزمانة، أو الفقر وضر الجوع أو الفقر الطلب، أو الذي ظهر عليه أثر البؤس، أو الذي يُؤنف من مجالسته.

.تفسير الآية رقم (29):

{ثُمَّ لْيَقْضُوا تَفَثَهُمْ وَلْيُوفُوا نُذُورَهُمْ وَلْيَطَّوَّفُوا بِالْبَيْتِ الْعَتِيقِ (29)}
{تَفَثَهُمْ} مناسك الحج (ع)، أو حلق الرأس، أو إزالة قشف الإحرام بالتقليم والطيب وأخذ الشعر وتقليم الأظفار والغسل (ح) {نُذُورَهُمْ} من نحر، أو غيره {وَلْيَطَّوَّفُواْ} طواف الإفاضة {الْعَتِيقِ} عتقه الله تعالى من الجبابرة (ع)، أو عتيق لم يملكه أحد من الناس، أو من الغرق زمن الطوفان، أو قديم أول بيت وضع للناس بناه آدم عليه الصلاة والسلام، وأعاده بعد الطوفان إبراهيم عليه الصلاة والسلام.

.تفسير الآية رقم (30):

{ذَلِكَ وَمَنْ يُعَظِّمْ حُرُمَاتِ اللَّهِ فَهُوَ خَيْرٌ لَهُ عِنْدَ رَبِّهِ وَأُحِلَّتْ لَكُمُ الْأَنْعَامُ إِلَّا مَا يُتْلَى عَلَيْكُمْ فَاجْتَنِبُوا الرِّجْسَ مِنَ الْأَوْثَانِ وَاجْتَنِبُوا قَوْلَ الزُّورِ (30)}
{حُرُمَاتِ اللَّهِ} فعل المناسك، أو منهيات الإحرام {مَا يُتْلَى عَلَيْكُمْ} من {والمنخنقة} [المائدة: 3] إلى قوله: {عَلَى النصب} [المائدة: 3] أو {غَيْرَ مُحِلِّى الصيد وَأَنْتُمْ حُرُمٌ} [المائدة: 1] {الرِّجْسَ مِنَ الأَوْثَانِ} من للجنس، أو اجتنبوا منها رجسها وهو عبادتها {قَوْلَ الزُّورِ} الشرك، أو الكذب، أو شهادة الزور، أو أعياد المشركين.

.تفسير الآية رقم (31):

{حُنَفَاءَ لِلَّهِ غَيْرَ مُشْرِكِينَ بِهِ وَمَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَكَأَنَّمَا خَرَّ مِنَ السَّمَاءِ فَتَخْطَفُهُ الطَّيْرُ أَوْ تَهْوِي بِهِ الرِّيحُ فِي مَكَانٍ سَحِيقٍ (31)}
{حُنَفَآءَ} مسلمين، أو مخلصين أو مستقيمين، أو حُجَّاجاً، {غَيْرَ مُشْرِكينَ} مرائين بعبادته، أو شهادة الزور، أو قولهم في التلبية: (إلا شريكاً هو لك).

.تفسير الآية رقم (32):

{ذَلِكَ وَمَنْ يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِنْ تَقْوَى الْقُلُوبِ (32)}
{شَعَائِرَ اللَّهِ} فروضه، أو معالم دينه يريد مناسك الحج تعظيمها: بإتمامها.

.تفسير الآية رقم (33):

{لَكُمْ فِيهَا مَنَافِعُ إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى ثُمَّ مَحِلُّهَا إِلَى الْبَيْتِ الْعَتِيقِ (33)}
{لَكُمْ فِيهَا مَنَافِعُ} بالتجارة، والأجل المسمى: العود، ومحلها: محل المناسك هي الحج والعمرة الطواف بالبيت العتيق، أو يريد بالشعائر البدن المشعرة تعظيمها باستسمانها واستحسانها، والمنافع الركوب والدر والنسل، والأجل المسمى: (إيجابها) (ع)، أو نحرها، ومَحِلُّها: مكة، أو الحرم كله، أو يريد بالشعائر دين الله كله نعظمه بالتزامه (ح)، والمنافع: الأجر والأجل المسمى: القيامة ومحلها إلى البيت: (يحتمل إلى رب البيت)، أو ما اختص منها بالبيت (كالصلاة إليه وقصده بالحج والعمرة). {تَقْوَى القلوب} [الحج: 32] إخلاصها.

.تفسير الآية رقم (34):

{وَلِكُلِّ أُمَّةٍ جَعَلْنَا مَنْسَكًا لِيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ عَلَى مَا رَزَقَهُمْ مِنْ بَهِيمَةِ الْأَنْعَامِ فَإِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ فَلَهُ أَسْلِمُوا وَبَشِّرِ الْمُخْبِتِينَ (34)}
{مَنَسَكاً} حجاً، أو ذبحاً، أو وعيداً، والمنسك في كلامهم الموضع المعتاد، مناسك الحج لاعتياد مواضعها {بَهِيمَةِ الأَنْعَامِ} الهدى إن جعلنا المنسك الحج، أو الأضاحي إن جعلناه العيد {الْمُخْبِتِينَ} المطمئنين إلى ذكر الله تعالى أو المتواضعين، أو الخاشعين، الخشوع في الأبدان والتواضع في الأخلاق، أو الخائفين، أو المخلصين، أو الرقيقة قلوبهم، أو المجتهدون في العبادة، أو الصالحون المقلون، أو الذين لا يظلمون وإذا ظُلموا لم ينتصروا قاله الخليل.

.تفسير الآية رقم (36):

{وَالْبُدْنَ جَعَلْنَاهَا لَكُمْ مِنْ شَعَائِرِ اللَّهِ لَكُمْ فِيهَا خَيْرٌ فَاذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ عَلَيْهَا صَوَافَّ فَإِذَا وَجَبَتْ جُنُوبُهَا فَكُلُوا مِنْهَا وَأَطْعِمُوا الْقَانِعَ وَالْمُعْتَرَّ كَذَلِكَ سَخَّرْنَاهَا لَكُمْ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ (36)}
{وَالْبُدْنَ} الإبل عند الجمهور، أو الإبل والبقر، وأو ذوات الخف من الإبل والبقر والغنم حكاه ابن شجرة سميت بدناً لأنها مُبدنة بالسمن {شَعَائِرِ اللَّهِ} معالم دينه، أو فروضه {فِيهَا خَيْرٌ} أجر، أو ركوبها عند الحاجة وشرب لبنها عند الحلب {صَوَآفَّ} مصطفة، أو قائمة تصفُّ بين أيديها بالقيود، أو معقولة، قرأ الحسن (صوافي) أي خالصة لله تعالى من الصفوة، ابن مسعود (صوافن) معقولة إحدى يديها فتقوم على ثلاث، صفن الفرس ثنى إحدى يديه وقام على ثلاث وقال:
ألف الصفون فما يزال كأنه ** مما يقوم على الثلاث كسيرا

{وَجَبَتْ جُنُوبُهَا} سقطت إلى الإرض، وجب الحائط سقط، وجبت الشمس غربت {فَكُلُواْ} يجب الأكل من المتطوع به، أو يستحب عند الجمهور ولا يجب، كانوا في الجاهلية يحرمون أكلها على أنفسهم. {الْقَانِعَ} السائل و{وَالْمُعْتَرَّ} المعترض بغير سؤال (ح) أو القانع الذي لا يسأل والمعتر يعتري فيسأل، أو القانع المسكين الطَّوَّاف والمعتر الصديق الزائر، أو القانع: الطامع، والمعتر الذي يعتري بالبدن ويتعرض للحم لأنه ليس عنده لحم.

.تفسير الآية رقم (37):

{لَنْ يَنَالَ اللَّهَ لُحُومُهَا وَلَا دِمَاؤُهَا وَلَكِنْ يَنَالُهُ التَّقْوَى مِنْكُمْ كَذَلِكَ سَخَّرَهَا لَكُمْ لِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَبَشِّرِ الْمُحْسِنِينَ (37)}
{لَن يَنَالَ اللَّهَ} لن يتقبل الدماء وإنما يتقبل التقوى، أو لن يصعد إلى الله تعالى اللحم والدم وإنما يصعد إليه التقوى والعمل الصالح، كانوا في الجاهلية إذا نحروا البدن استقبلوا الكعبة بدمائها فنضحوها نحو البيت فأراد المسلمون فعل ذلك فنزلت (ع) {هَدَاكُمْ} أرشدكم إليه من حجكم.

.تفسير الآية رقم (38):

{إِنَّ اللَّهَ يُدَافِعُ عَنِ الَّذِينَ آَمَنُوا إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ كُلَّ خَوَّانٍ كَفُورٍ (38)}
{يَدْفع} بالكفار عن المؤمنين وبالعصاة عن المطيعين، وبالجهال عن العلماء، (أو يدفع عنهم هواجس النفس ووسواس الشيطان)، أو يدفع بنور السنة ظلمات البدعة.

.تفسير الآية رقم (40):

{الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِنْ دِيَارِهِمْ بِغَيْرِ حَقٍّ إِلَّا أَنْ يَقُولُوا رَبُّنَا اللَّهُ وَلَوْلَا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لَهُدِّمَتْ صَوَامِعُ وَبِيَعٌ وَصَلَوَاتٌ وَمَسَاجِدُ يُذْكَرُ فِيهَا اسْمُ اللَّهِ كَثِيرًا وَلَيَنْصُرَنَّ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ (40)}
{بَعْضَهُم بِبَعْضٍ} دفع المشركين بالمسلمين، أو عن الدين بالمجاهدين، أو بالنبيين عن المؤمنين، أو بالصحابة عن التابعين، أو دفعه عن الحقوق بالشهود قاله مجاهد، أو عن النفوس بالقصاص {صَوَامِعُ} الرهبان، أو مصلى الصابئة سُميت بذلك لانصمام طرفيها، المتصمع المنصم ومنه أذن صمعاء، {وَبِيَعٌ} النصارى، أو كنائس اليهود، {وَصَلَوَاتٌ} كنائس اليهود يسمونها صلوتاً فعرب، أو تركت صلوات {وَمَسَاجِدُ} المسلمين، لَهَدَمها المشركون الآن لولا دفع الله بالمسلمين، أو لهدمت صوامع أيام شرع موسى، وبيع أيام شرع عيسى ومساجد أيام شرع محمد صلى الله عليه وسلم وعليهم أجمعين يعني لهدم في كل شريعة الموضع الذي يعبد الله تعالى فيه.

.تفسير الآية رقم (45):

{فَكَأَيِّنْ مِنْ قَرْيَةٍ أَهْلَكْنَاهَا وَهِيَ ظَالِمَةٌ فَهِيَ خَاوِيَةٌ عَلَى عُرُوشِهَا وَبِئْرٍ مُعَطَّلَةٍ وَقَصْرٍ مَشِيدٍ (45)}
{مُّعَطَّلَةٍ} خالية من أهلها، أو من دلائها وأرشيتها، أو غائرة الماء {مَّشِيدٍ} حصين، أو رفيع أو مجصص، الشِّيد: الجص أصحاب القصور أهل الحضر وأصحاب الآبار أهل البدو، أهلك الطائفتين.